ممثلو بعض الطرق الصوفية السنغالية في زيارة لإسرائيل
تسود الكثير من الأوساط الدينية السنغالية موجة استياء كبيرة على خلفية زيارة يقوم بها حاليا ممثلو بعض الطرق الصوفية لإسرائيل.
ووفق القوى الرافضة للانفتاح على إسرائيل، فإن الزيارة تعكس أن الدولة اليهودية اخترقت الطرق الصوفية من أجل التغلغل بالمجتمع السنغالي نظرا لمحورية رجال الدين في البلاد.
وقد تحدثت وسائل إعلام محلية عن وجود ممثلين للطريقة التيجانية ذات النفوذ الكبير في السنغال ضمن وفد الأئمة الذي توجه مؤخرا إلى إسرائيل.
اختراق صهيوني:
وانتقد عضو المكتب التنفيذي للتجمع الثقافي الإسلامي الحسن لو، الزيارة، وحذر من خطورة الاختراق الصهيوني للمجتمع السنغالي عبر الدوائر الدينية.
واعتبر أن هذه الخطوة تشكل تحديا سافرا لمشاعر مسلمي السنغال، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الإسرائيلية تبذل جهدا كبيرا في البلاد لخلق تعاطف مع اليهود من أجل اعتبارهم ضحايا، وفق قوله.
ووفق لو، تمكنت إسرائيل من إجراء عملية غسل أدمغة بعض النخب المحلية بخصوص موضوع الصراع مع الفلسطينيين، محملًا البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية في دكار مسئولية التقصير في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتعريف المجتمع السنغالي بأبعادها وخلفياتها.
ويعتقد مسئول الإعلام بشبكة الصحفيين السنغاليين للقضايا الدينية بيدي ديانغ أن إسرائيل تريد من هذه الزيارة خلق حليف من داخل القوى الدينية، وذلك لدورها في تعبئة الشارع السنغالي ضد سياساتها تجاه الفلسطينيين.
واعتبر ديانغ أن الغرض من الزيارة توسيع دائرة المتعاطفين من الأئمة ورجال الصوفية مع إسرائيل في بلد يمثل المسلمون 94% من إجمالي سكانه البالغ عددهم 12.8 مليون نسمة.
في المقابل يعتبر إمام مسجد فاس، إمباو عمر جانو، وهو أحد الداعين للتواصل مع إسرائيل، أن الزيارة تسعي لتعزيز الحوار بين الأديان.
جهود معتبرة:
وفي حديث للجزيرة نت، يشير جانو إلى أن سفارة إسرائيل بالسنغال تقوم بجهود معتبرة لخلق قنوات تواصل بين المسلمين واليهود للعمل ضمن دائرة المشترك، وفق قوله.
ووفق جانو، فإن الخطوة تأتي استجابة لطلب تقدم به بعض الأئمة في رمضان الماضي للسفير الإسرائيلي بالسنغال من أجل تمكينهم من زيارة المسجد الأقصى.
يُشار إلى أن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع السنغال منذ سنوات طويلة، وترعى سفارتها في دكار العديد من الأنشطة المتعلقة بحوار الحضارات وقضايا السلام.
وقد نظمت سفارة تل أبيب في دكار بالسنتين الأخيرتين إفطارات جماعية لصالح بعض أئمة البلاد، ووزعت "الأضاحي" تزامنا مع عيد الأضحى المبارك.
المصدر: موقع الجزيرة